للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلا} [طه: ٨٩] أنه لا يرجع إليهم قولا، أي: لا يرد لهم جوابا، كما قال: {أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ} [الأعراف: ١٤٨] .

{وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا} [طه: ٨٩] توبيخ لهم، إذ عبدوا من لا يملك ضر من ترك عبادته، ولا نفع عنده.

{وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي {٩٠} قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى {٩١} } [طه: ٩٠-٩١] {وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ} [طه: ٩٠] أي: من قبل أن يأتي موسى لما رأى ما وقعوا فيه، {يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ} [طه: ٩٠] ابتليتم به، {وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ} [طه: ٩٠] لا العجل، فاتبعوني فِي عبادته، {وَأَطِيعُوا أَمْرِي} [طه: ٩٠] لا أمر السامري.

فعصوه و {قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ} [طه: ٩١] لن نزال مقيمين على عبادة العجل، {حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى} [طه: ٩١] .

فلما رجع موسى: {قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا {٩٢} أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي {٩٣} قَالَ يَابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي {٩٤} } [طه: ٩٢-٩٤] {قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا} [طه: ٩٢] بعبادة العجل.

ألا تتبعن لا زائدة، أي: ما منعك من اتباعي واللحوق بي، أفعصيت أمري إذ أقمت فيما بينهم وقد كفروا.

ثم أخذ برأس أخيه ولحيته غضبا منه عليه {قَالَ يَابْنَ أُمَّ} [طه: ٩٤] قرئ بالفتح والكسر، ومعنى الكلام فيه فِي { [الأعراف،] لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي} [سورة طه: ٩٤] أي: بشعر رأسي، إني خشيت إن فارقتهم واتبعتك، {أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ} [طه: ٩٤] فرقت جماعتهم، وذلك أنه لو لحق بموسى لصاروا أحزابا، حزب يسيرون معه، وحزب يتخلفون عنه من الإيمان والإنكار على عبدة العجل، وحزب مع السامري، فلا يؤمن أن يصيروا فِي الخلاف إلى التسافك، فاعتذر بهذا، وقوله: {وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي} [طه: ٩٤] أي: ولم تحفظ وصيتي حين قلت لك اخلفني فِي قومي.

فلما اعتذر هارون بهذا العذر.

{قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ {٩٥} قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي {٩٦} قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لا مِسَاسَ

<<  <  ج: ص:  >  >>