{فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {٨} وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ} [الأعراف: ٨-٩] الآية، وعند النور والظلمة، وعلى الصراط من شاء الله سلمه وأجاره، ومن شاء كبكبه في النار ".
ومعنى قوله:{فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا}[الأنبياء: ٤٧] لا ينقص من إحسان محسن، ولا يزيد في إساءة مسيء، {وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ}[الأنبياء: ٤٧] قال الزجاج: وإن كان العمل مثقال حبة.
وقال أبو علي الفارسي: وإن كان الظلامة مثقال حبة.
وقال: وهذا حسن لتقدم قوله: {فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا}[الأنبياء: ٤٧] .
وعلى ما قال أبو علي يكون تأويل قوله:{فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا}[الأنبياء: ٤٧] لأن المظلومين يستوفون حقوقهم من الظالمين حتى لا يبقى لأحد عند أحد ظلامة، ولو مثقال حبة، من خردل وقوله: أتينا بها قال الزجاج: جئنا بها.
يعني: أحضرناها للمجازاة بها، وعلى ما قال أبو علي: أتينا بها للمحاسبة عليها، يدل على صحة هذا قوله:{وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ}[الأنبياء: ٤٧] قال السدي: محصين، والحسب معناه العد.
وقال ابن عباس: عالمين حافظين، وذلك أن من حسب شيئا علمه وحفظه.