وما بعد هذا مفسر إلى قوله:{قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ {٤٩} قَالُوا لا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ {٥٠} إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ {٥١} } [الشعراء: ٤٩-٥١]{لا ضَيْرَ}[الشعراء: ٥٠] أي: لا ضرر علينا فيما ينالنا في الدنيا مع أملنا بالمغفرة، {إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ}[الشعراء: ٥٠] راجعون في الآخرة.
{إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا}[الشعراء: ٥١] مفسر في { [طه،] أَنْ كُنَّا}[سورة الشعراء: ٥١] لأن كنا، {أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ}[الشعراء: ٥١] بآيات موسى من جملة السحرة وغيرهم، وفي هذا الحال.
{فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ}[الشعراء: ٥٣] يحشرون الناس ويجمعون له الجيش.
وقال فرعون:{إِنَّ هَؤُلاءِ}[الشعراء: ٥٤] يعني: بني إسرائيل، {لَشِرْذِمَةٌ}[الشعراء: ٥٤] عصابة، قال المبرد: الشرذمة القطعة من الناس غير الكثير، وجمعها الشراذم.
وقوله:{قَلِيلُونَ}[الشعراء: ٥٤] قال الفراء: يقال عصبة قليلة وقليلون، وكثيرة وكثيرون.