فقال صالح للفريق المكذب:{قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ}[النمل: ٤٦] أي: بالعذاب قبل الرحمة، أي: لم قلتم إن كان ما تأتينا به حقا فأتنا بالعذاب، لولا هلا، {تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ}[النمل: ٤٦] من الشرك، {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}[النمل: ٤٦] فلا تعذبون في الدنيا.
{قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ}[النمل: ٤٧] تشاءمنا بك وبمن على دينك، وذلك أنهم قحط المطر عنهم، وجاعوا، فقالوا: أصابنا هذا الشر من شؤمك وشؤم أصحابك.
فقال لهم صالح:{طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ}[النمل: ٤٧] قال ابن عباس: الشؤم أتاكم من عند الله بكفركم.
قالوا فيما بينهم: تقاسموا بالله احلفوا بالله لنبيتنه لنقتلن صالحا، وأهله بياتا، ومن قرأ بالنون كأنهم قالوا: أقسموا بالله لنفعلن كذا، والأمر بالقسم في القراءتين دخل في الفعل معهم، {ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ}[النمل: ٤٩] أي: لذي رحم صالح، إن سألنا عنه:{مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ}[النمل: ٤٩] ما قتلناه، وما ندري من قتله وأهله، والمهلك يجوز أن يكون مصدرا بمعنى الإهلاك، ويجوز أن يكون الموضع، وروى عاصم بفتح الميم واللام، يريد الهلاك، يقال: هلك هلاكا يهلك مهلكا، وروى