حفص عنه بفتح الميم وكسر اللام، وهو اسم المكان على معنى: ما شهدنا موضع هلاكهم ومكانه.
قال الزجاج: وكان هؤلاء النفر تحالفوا أن يبيتوا صالحا وأهله، ثم ينكروا عند أوليائه أنهم فعلوا ذلك، أو رأوه وكان هذا مكر عزموا عليه.
قال الله عز وجل: {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا} [النمل: ٥٠] جازيتهم جزاء مكرهم بتعجيل عقوبتهم، {وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} [النمل: ٥٠] بمكر الله بهم.
فانظر كيف كان عاقبة مكرهم إنا دمرناهم وقرئ أنا بالفتح، قال الزجاج، والفراء: من كسر استأنف، فهو يفسر به ما كان قبله مثل قوله: فلينظر الإنسان إلى طعامه إنا صببنا ومن فتح رده على إعراب ما قبله جعله تابعا للعاقبة، كأنه قال: العاقبة أنا دمرناهم.
قال ابن عباس: أرسل الله الملائكة تلك الليلة إلى دار صالح يحرسونه فأتى التسعة دار صالح شاهرين سيوفهم، فرمتهم الملائكة بالحجارة من حيث يرون الحجارة ولا يرون الملائكة، فقتلتهم.
وقال مقاتل: نزلوا في سفح جبل ينتظر بعضهم بعضا ليأتوا دار صالح، فجثم عليهم الجبل فأهلكهم.
وقوله: {وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ} [النمل: ٥١] يعني بصيحة جبريل.
{فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً} [النمل: ٥٢] قال الزجاج: نصب خاوية على الحال، والمعنى: فانظر إلى بيوتهم خاوية.
{بِمَا ظَلَمُوا} [النمل: ٥٢] بظلمهم وشركهم بالله أهلكناهم حتى صارت منازلهم خاوية خالية ساقطة على عروشها، {إِنَّ فِي ذَلِكَ} [النمل: ٥٢] في هلاكهم، {لآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [النمل: ٥٢] لعبرة لمن علم توحيد الله وقدرته.
{وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا} [النمل: ٥٣] صدقوا صالحا من العذاب وكانوا يتقون الشرك.
{وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ {٥٤} أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ {٥٥} فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ {٥٦} فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ {٥٧} وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ {٥٨} } [النمل: ٥٤-٥٨] ولوطا واذكر لوطا، {إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ} [النمل: ٥٤] الذين أرسل إليهم أتأتون الفاحشة يعني: اللواط في قول الجميع، وأنتم تبصرون وأنتم تعلمون أنها فاحشة، وهو من البصر الذي هو العلم، وهذه الآيات التي في هذه القصة مفسرة في { [الأعراف.
وقوله:] بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} [سورة النمل: ٥٥] قال ابن عباس: تجهلون القيامة وعاقبة العصيان.
وقوله: {قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ} [النمل: ٥٧] جعلناها بتقديرنا وقضائنا عليها أنها من الباقين في العذاب، وما بعد هذا مفسر في { [الشعراء.
قوله:] قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَىءَاللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ {٥٩} أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ {٦٠} } [سورة النمل: ٥٩-٦٠] {