وقوله:{وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي}[القصص: ٧] قال مقاتل: قالت المرأة: رب إني قد علمت أنك قادر على ما تشاء، ولكن كيف لي أن ينجو صبي صغير من عمق البحر وبطون الحيتان.
فأوحى الله إليها: لا تخافي عليه الضيعة، فإني أوكل به ملكا يحفظه في اليم، ولا تحزني لفراقه، {إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ}[القصص: ٧] لتمام رضاعه لتكوني أنت ترضعينه، {وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ}[القصص: ٧] إلى أهل مصر.
{فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ}[القصص: ٨] الالتقاط إصابة الشيء من غير طلب، والمراد بآل فرعون الذين أخذوا تابوت موسى من البحر، {لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا}[القصص: ٨] وقرئ وحزنا وهما لغتان، مثل: السقم والسقم وبابه، ومعنى ليكون: ليصير الأمر إلى ذلك، لا أنهم أخذوه لهذا، كما تقول للذي كسب مالا فأداه ذلك إلى الهلاك: إنما كسب فلان لحتفه، وهو لم يطلب المال طلبا للحتف.
{وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ}[القصص: ٩] مضى تفسيره إلى قوله: {أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا}[القصص: ٩] قال المفسرون: كانت لا