للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا} [الروم: ٢٤] للمسافر من الصواعق، وطمعا للحاضر المقيم في المطر.

{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ} [الروم: ٢٥] قال ابن مسعود: قامتا بغير عمد.

وقال الفراء: يقول أن تدوما قائمتين بأمره، يدعو إسرافيل من صخرة بيت المقدس حين ينفخ في الصور بأمر الله للبعث بعد الموت.

ثم {إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ} [الروم: ٢٥] من الأرض.

{وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ {٢٦} وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {٢٧} } [الروم: ٢٦-٢٧] {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} [الروم: ٢٦] عبيدا وملكا، {كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ} [الروم: ٢٦] قال الكلبي: هذا خاص لمن كان منهم مطيعا.

وقال ابن عباس: كل له مطيعون في الحياة والبقاء، والموت والبعث وإن عصوا في العبادة.

وهذا مفسر في { [البقرة.

قوله:] وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} [سورة الروم: ٢٧] يخلقهم أولا ثم يخلقهم ثانيا للبعث، {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} [الروم: ٢٧] أي: هين عليه الإعادة، وما شيء عليه بعزيز، ويجيء أفعل بمعنى المفاعل، كقول الفرزدق:

إن الذي سمك السماء بنى لنا ... بيتا دعائمه أعز وأطول

أي: عزيزة طويلة، وهذا قول الحسن، والربيع، وقتادة، والكلبي.

وقال مقاتل: يقول: البعث أيسر عليه عندكم يا معشر الكفار من الخلق الأول.

قال المبرد: وهو أهون عليه عندكم، لأنكم أقررتم بأنه بدأ الخلق، وإعادة الشيء عند المخلوقين أهون من ابتدائه.

واختار الزجاج هذا القول، فقال: إن الله خاطب العباد بما يعقلون، فأعلمهم أنه يجب عندهم أن يكون البعث أسهل من الابتداء.

والكناية في قوله: وهو تعود إلى الإعادة، وهو مصدر، فأجري على التذكير ودل عليه الفعل، وهو قوله يعيده والفعل يدل على المصدر.

وقوله: {وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} [الروم: ٢٧] الصفة العليا، وهي أنه لا إله غيره، وهو العزيز في ملكه، الحكيم في خلقه.

{ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ {٢٨} بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ {٢٩} } [الروم: ٢٨-٢٩] ضرب لكم أيها المشركون، {مَثَلا مِنْ أَنْفُسِكُمْ} [الروم: ٢٨] أي: بَيَّنَ لكم شبها لحالكم ذلكم المثل، فقال: {هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [الروم: ٢٨] من عبيدكم، {مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ} [الروم: ٢٨] من المال والعبيد والأهل، أي: هل يشاركونكم في أموالكم.

وهو قوله: {فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ} [الروم: ٢٨] أي: أنتم وشركاؤكم من

<<  <  ج: ص:  >  >>