لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [سورة ص: ٧٥] أي: لما توليت خلقه كما قال: {مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا}[يس: ٧١] وهو مر.
{أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ}[ص: ٧٥] استفهام توبيخ وإنكار، يقول: أستكبرت بنفسك حتى أبيت السجود لآدم؟ أم كنت من القوم الذين يتكبرون فتكبرت عن السجود بكونك من قوم يتكبرون؟ وما بعد هذا مفسر فيما تقدم.
قوله:{قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ {٧٧} وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ {٧٨} قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ {٧٩} قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ {٨٠} إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ {٨١} قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ {٨٢} إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ {٨٣} قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ {٨٤} لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ {٨٥} قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ {٨٦} إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ {٨٧} وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ {٨٨} } [ص: ٧٧-٨٨]{قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ}[ص: ٨٤] انتصب الحق الأول على تقدير فبالحق، حذف الخافض ونصب كما تقول: والله لأفعلن، والحق الثاني يجوز أن يكون الأول وكرره للتأكيد، ويجوز أن يكون الحق منصوبا بأقول، كأنه قال: وأقول الحق.
وقرأ الكوفيون والحق رفعا وهو مبتد وخبره محذوف على تقدير الحق مني، كما قال:{الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ}[البقرة: ١٤٧] وهذا قول مجاهد، قال: يقول الله: الحق مني وأنا أقول الحق.
أقسم الله تعالى أن يملأ جهنم من إبليس وأتباعه وهو قوله: {