قال قتادة: يغشي هذا على هذا، كما قال:{يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ}[الأعراف: ٥٤] ، و {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ}[الحج: ٦١] .
{وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ}[الزمر: ٥] ذللهما للمسير في بروجهما على ما قدر وأراد، كل منهما، {يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى}[الزمر: ٥] أي: إلى الأجل الذي وقت الله الدنيا إليه، وهو انقضاؤها وفناؤها.
{خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ}[الزمر: ٦] يعني آدم، قال الفراء، والزجاج: المعنى خلقكم من نفس خلقها واحدة.
{ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا}[الزمر: ٦] لأن خلقها كان بعد خلق الزوج، يعني حواء، خلقت من قصيري آدم.
{وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الأَنْعَامِ}[الزمر: ٦] معنى الإنزال ههنا: الإنشاء والإحداث، كقوله:{قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ}[الأعراف: ٢٦] ولم ينزل اللباس ولكنه أنزل الماء الذي هو سبب، والقطن والصوف واللباس منهما، كذلك الأنعام تكون بالنبات والنبات يكون بالماء، وقوله: ثمانية أزواج مفسر في { [الأنعام،] يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ}[سورة الزمر: ٦] نطفا، ثم علقا إلى أن يخرج من بطن أمه، {فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ}[الزمر: ٦] ظلمة المشيمة، وظلمة البطن، وظلمة الرحم، ذلكم الله الذي خلق هذه الأشياء ربكم، {لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ}[الزمر: ٦] عن طريق الحق بعد هذا البيان؟ مثل قوله:{فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ}[الأنعام: ٩٥] .