للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وحذف التنوين، والمعنى على التنوين، وكلا الوجهين حسن.

قال مقاتل: فسألهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ذلك فسكتوا، ولم يجيبوه، فقال الله تعالى للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ} [الزمر: ٣٨] بالله يثق الواثقون.

وما بعد هذا مفسر فيما سبق إلى قوله: {إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ {٤١} اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {٤٢} أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلا يَعْقِلُونَ {٤٣} قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {٤٤} } [الزمر: ٤١-٤٤] {إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ} [الزمر: ٤١] القرآن، للناس قال ابن عباس: لجميع الخلق.

بالحق أي: ليس فيه شيء من الباطل، فمن اهتدى بالقرآن، فلنفسه وهذه الآية مفسرة في آخر { [يونس،] وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ} [سورة الزمر: ٤١] لم يوكلك بهم ولا تؤخذ بهم.

قال مقاتل: وهذا قبل أن يؤمر بالقتال.

قوله: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} [الزمر: ٤٢] يعني الأرواح، حين موتها عند أجلها، والمعنى: حين موت أبدانها وأجسادها، على حذف المضاف، {وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ} [الزمر: ٤٢] أي: ويتوفى الأنفس التي لم تمت، في منامها والتي تتوفى عند النوم هي النفس التي يكون بها العقل والتمييز، قال الزجاج: لكل إنسان نفسان، أحدهما نفس التمييز وهي التي تفارقه إذا نام فلا يعقل، والأخرى نفس الحياة إذا زالت زال معها النفس، والنائم يتنفس.

وقوله: فيمسك أي: عن الجسد الروح التي قبضها حتى لا تعود إليه.

وهو قوله: {الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ} [الزمر: ٤٢] وقرئ قضي عليها الموت، والوجه القراءة الأولى، لقوله: الله يتوفى، قوله: ويرسل يعني ويرسل، الأخرى أي: إلى الجسد، {إِلَى

<<  <  ج: ص:  >  >>