أَجَلٍ مُسَمًّى} [الزمر: ٤٢] إلى انقضاء الأجل، قال سعيد بن جبير: يقبض أنفس الأحياء والأموات، فيمسك أنفس الأموات ويرسل أنفس الأحياء، فلا يغلط.
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[الزمر: ٤٢] لدلالات على قدرته حيث لم يغلط في إمساك ما يمسك من الأرواح، وإرسال ما يرسل منها.
وقال مقاتل: لعلامات لقوم يتفكرون في أمر البعث.
يعني أن توفي نفس النائم وإرسالها بعد التوفي دليل على البعث، وهذا كما روي أنه مكتوب في التوراة: يا ابن آدم، كما تنام تموت، وكما تستيقظ تبعث.
قوله:{أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ}[الزمر: ٤٣] نزلت في أهل مكة، زعموا أن الأصنام شفعاؤهم عند الله تعالى، فقال الله منكرا عليهم: أم اتخذوا أي: بل اتخذوا من دون الله آلهة شفعاء، قل يا محمد: أولو كانوا يعني الآلهة، {لا يَمْلِكُونَ شَيْئًا}[الزمر: ٤٣] من الشفاعة، ولا يعقلون أنكم تعبدونهم، وجواب هذا الاستفهام محذوف تقدير أولو كانوا بهذه الصفة تتخذونهم.
ثم أخبر أنه لا شفاعة إلا بأذنه، فقال:{قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا}[الزمر: ٤٤] قال مجاهد: لا يشفع أحد إلا بإذنه.
والمعنى: لا يملك أحد الشفاعة إلا بتمليكه كما قال: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ}[البقرة: ٢٥٥] وفي هذا إبطال الشفاعة من ادعيت له الشفاعة من الآلهة.