الْقَهَّارِ {١٦} الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ {١٧} } [غافر: ١٣-١٧]{هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ}[غافر: ١٣] مصنوعاته التي تدل على قدرته، وتوحيده من السماء والأرض، والشمس والقمر، والسحاب، {وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا}[غافر: ١٣] يعني: المطر الذي هو سبب الأرزاق، وما يتذكر وما يتعظ بهذه الآيات، فيوحد الله، {إِلا مَنْ يُنِيبُ}[غافر: ١٣] يرجع إلى طاعته.
ثم أمر المؤمنين بتوحيده، فقال:{فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}[غافر: ١٤] موحدين، تخلصون له الطاعة، {وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}[غافر: ١٤] من أهل مكة.
ثم عظم نفسه، فقال: رفيع الدرجات قال عطاء، عن ابن عباس: يريد درجاتكم، والرفيع بمعنى الرافع.
والمعنى: أنه يرفع درجات الأنبياء، والأولياء في الجنة، ذو العرش: خالقه ومالكه، يلقي الروح ينزل الوحي من السماء، من أمره قال ابن عباس: من قضائه.
وقال مقاتل: بأمره.
لينذر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بما أوحي إليه، يوم التلاق بيوم التلاق، يلتقي في ذلك اليوم أهل السماء، وأهل الأرض.
{يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ}[غافر: ١٦] من قبورهم، {لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ}[غافر: ١٦] لا يستتر منهم أحد، وقال ابن عباس: لا يخفى على الله من أعمالهم شيء.
ويقول الله في ذلك:{لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}[غافر: ١٦] .
قال الحسن: هو السائل وهو المجيب، لأنه يقول ذلك حين لا أحد يجيبه، فيجيب نفسه.
قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" يقول الله تعالى: أنا الملك، أنا الديان، لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة، ولا لأحد من أهل النار أن يدخل النار وعنده مظلمة حتى أقصها منه ".