ثم نبه على عظم قدرته، بقوله:{لَخَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ}[غافر: ٥٧] مع عظمهما، وكثرة أجزائهما، ووقوفهما من غير عمد، وجريان الأفلاك بالكواكب من غير سبب، أعظم في النفس، وأهول في الصدر، {مِنْ خَلْقِ النَّاسِ}[غافر: ٥٧] وإن كان عظيما بالحواس المهيأة للإدراك، {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}[غافر: ٥٧] يعني: الكفار حين لا يستدلون بذلك على توحيد خالقهما.
ثم ضرب مثل الكافر والمؤمن، فقال: وما يستوي إلى قوله: {قَلِيلا مَا تَتَذَكَّرُونَ}[غافر: ٥٨] يعني: الكفار، يقول: قل نظرهم فيما ينبغي أن ينظروا فيه مما دعوا إليه.