فإن أعرضوا عن الإيمان بعد هذا البيان، {فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ}[فصلت: ١٣] هلاكا مثل هلاكهم، والصاعقة: المهلكة من كل شيء.
{إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ}[فصلت: ١٤] أتت الرسل آباءهم، ومن كان قبلهم، ومن خلفهم من خلف الرسل، الذين بعثوا إلى آبائهم رسل إليهم أن لا، بأن لا، {تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لأَنْزَلَ مَلائِكَةً}[فصلت: ١٤] أي: لو شاء ربنا دعوة الخلق، لأنزل ملائكة، ثم أظهروا الكفر بهم، وهو قولهم:{فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ}[فصلت: ١٤] .
ثم ذكر عذابهم، بقوله:{فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا}[فصلت: ١٦] عاصفا، شديدة الصوت، من الصرة وهي: الصيحة، وقال ابن عباس: وهي الباردة من الصر، وهي: البرد.
وقال الفراء: هي الباردة، تحرق كما تحرق النار.
{فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ}[فصلت: ١٦] نكدات مشئومات، ذات نحوس،