للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال ابن عباس: كانوا يتشاءمون بتلك الأيام.

والقراء قرءوا بكسر الحاء وسكونها، قال الزجاج: من قرأ بكسر الحاء فواحدها نحس، ومن قرأ بالسكون فواحدها نحس.

{لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ} [فصلت: ١٦] أي: عذاب الهوان والذل، وهو العذاب الذي يخزون به، {وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَى} [فصلت: ١٦] أشد إهانة، {وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ} [فصلت: ١٦] أي، لا يمنعون من العذاب.

ثم ذكر قصة ثمود، فقال: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ} [فصلت: ١٧] قال ابن عباس: بينا لهم سبيل الهدى.

وقال مجاهد: دعوناهم.

وقال الفراء: دللناهم على مذهب الخير، أي: بإرسال الرسول.

{فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى} [فصلت: ١٧] فاختاروا الكفر على الإيمان، {فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ} [فصلت: ١٧] أي: ذي الهوان، وهو الذي يهينهم ويخزيهم، {بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [فصلت: ١٧] من تكذيبهم صالحا، وعقرهم الناقة.

قوله: {وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ {١٩} حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {٢٠} وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {٢١} وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ {٢٢} وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ {٢٣} } [فصلت: ١٩-٢٣] .

{وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ} [فصلت: ١٩] يحبس أولهم على آخرهم، ليتلاحقوا، والمعنى: إذا حشر أعداء الله، وقفوا.

{حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا} [فصلت: ٢٠] جاءوا النار التي حشروا إليها، {شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ} [فصلت: ٢٠] قال مقاتل: تنطق جوارحهم بما كتبت الألسن، من عملهم بالشرك.

٨١١ - أَخْبَرَنِي عَقِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُرْجَانِيُّ فِيمَا أَجَازَ لِي، أَنَّ

<<  <  ج: ص:  >  >>