للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التي قبلها، وهي العذاب المذكور في قوله: وأخذناهم بالعذاب لأنهم عذبوا بهذه الآيات، فكانت عذابا لهم، ودلالات لموسى عليه السلام، فغلب عليهم الشقاء، ولم يؤمنوا.

{وَقَالُوا يَأَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ {٤٩} فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ {٥٠} } [الزخرف: ٤٩-٥٠] .

{وَقَالُوا يَأَيُّهَا السَّاحِرُ} [الزخرف: ٤٩] قال الكلبي: يأيها العالم، وكان الساحر فيهم عظيما يعظمونه، ولم يكن صفة ذم.

وقال الزجاج: خاطبوه بما تقدم له عندهم من التسمية بالساحر.

{ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ} [الزخرف: ٤٩] فيمن آمن به من كشف العذاب عنه، إننا لمهتدون مؤمنون بك.

فدعا موسى ربه، فكشف عنهم، فلم يؤمنوا، فذلك قوله: {فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ} [الزخرف: ٥٠] العهد الذي عاهدوا موسى.

{وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ {٥١} أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ {٥٢} فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ {٥٣} فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ {٥٤} فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ {٥٥} فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلا لِلآخِرِينَ {٥٦} } [الزخرف: ٥١-٥٦] .

ونادى فرعون إلى قوله: وهذه الأنهار يعني: أنهار النيل، {تَجْرِي مِنْ تَحْتِي} [الزخرف: ٥١] أراد: من تحت قصوري، وقال قتادة: بين يدي في جناني.

وقال الحسن: بأمري.

وعلى هذا معناه: تجري تحت أمري، أفلا تبصرون عظمتي، وشدة ملكي، وفضلي على موسى.

<<  <  ج: ص:  >  >>