للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال قتادة: افتخر عدو الله بملكه، وقال: {أَمْ أَنَا خَيْرٌ} [الزخرف: ٥٢] أي: بل أنا خير وأفضل، {مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ} [الزخرف: ٥٢] ضعيف حقير.

يعني: موسى {وَلا يَكَادُ يُبِينُ} [الزخرف: ٥٢] الكلام، يعني: آفة بلسانه، وهي اللثغة التي كانت بلسان موسى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

{فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ} [الزخرف: ٥٣] هلا حلي بأ { [الذهب إن كان عظيما، وكان الرجل فيهم إذا سودوه سوروه بسوار، وطوقوه بطوق من ذهب، أي: إن كان سيدا تجب طاعته، هلا سور،] أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ} [سورة الزخرف: ٥٣] متتابعين، يعينوه على أمره الذي بعث له، ويشهدون له بصدقه.

فاستخف فرعون، قومه القبط، أي: حملهم على خفة الجهل بكيده وغروره، فأطاعوه على تكذيب موسى، وقبلوا قوله، {إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} [الزخرف: ٥٤] عاصين لله.

قوله: {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا} [الزخرف: ٥٥] قال المفسرون: أغضبونا.

والأسف الغضب، ذكرنا ذلك عند قوله: غضبان أسفا.

أخبرني محمد بن عبد العزيز المروزي، فيما كتب إلي أن أبا الفضل الحدادي أخبرهم، عن محمد بن يزيد، أنا إسحاق بن إبراهيم، أنا عبد الرزاق، نا معمر، عن سماك بن الفضل، قال: كنا عند عروة بن الزبير، وإلى جانبه وهب بن منبه، فجاء قوم فشكوا عاملهم، وذكروا منه شيئا قبيحا، فتناول وهب عصا كانت في يد عروة، فضرب بها رأس العامل، حتى سال دمه، فضحك عروة، واستلقى على قفاه، وقال: يعيب علينا أبو عبد الله الغضب، وهو يغضب.

فقال وهب: وما لي لا أغضب، وقد غضب الذي خلق الأحلام، إن الله يقول: {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} [الزخرف: ٥٥] ، يقول: أغضبونا.

أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى، أنا أبو بكر ابن الأنباري، نا محمد بن أبي العوام، يقول:

<<  <  ج: ص:  >  >>