سمعت أبي، يقول: سمعت شعيب بن حرب، يقول: قال عمر بن ذر: يا أهل المعاصي، لا تغتروا بطول حلم الله عز وجل عنكم، فاحذروا أسفه، فإنه قال عز من قائل:{فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ}[الزخرف: ٥٥] .
فجعلناهم سلفا جمع سالف، مثل خادم وخدم، وحارس وحرس، يقال: سلف يسلف سلوفا، إذا تقدم ومضى.
قال الفراء، والزجاج، يقول: جعلناهم متقدمين، ليتعظ بهم الآخرون.
وقرأ حمزة: سلفا بالضم، وهو جمع سليف من سلف بضم اللام، أي: تقدم، فهو سليف، ومثلا للآخرين أي: عبرة وعظة لمن بقي بعدهم، والمعنى: أن حال غيرهم يشبه حالهم، إذا أقاموا على العصيان.
{وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلا}[الزخرف: ٥٧] أكثر المفسرين على أن هذه الآية نزلت في مجادلة ابن الزبعري مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لما نزل قوله تعالى:{إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ}[الأنبياء: ٩٨] الآية.
وقد ذكرنا تلك القصة، قال مقاتل: ولما وصف ابن مريم شبها في العذاب بالآلهة، أي: فيما قالوه وعلي زعمهم.
لأن الله تعالى لم يذكر عيسى ابن مريم عليه السلام في تلك الآية، ولم