{وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى}[الزخرف: ٦٣] بني إسرائيل، بالبينات قال قتادة، ومقاتل: يعني: الإنجيل.
وهو قوله:{قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ}[الزخرف: ٦٣] وقال عطاء: يريد النبوة.
{وَلأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ}[الزخرف: ٦٣] قال مجاهد: يعني: من أحكام التوراة.
وقال ابن عباس: ما تختلفون فيه من أمري، وأمر دينكم.
وقال قتادة: يعني: اختلاف الفرق الذين تحزبوا في أمر عيسى.
وقال الزجاج: الذي جاء به عيسى في الإنجيل، وإنما هو بعض الذي اختلفوا فيه، وبين لهم في غير الإنجيل ما احتاجوا إليه.
وما بعد هذا مفسر فيما مضى إلى قوله:{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا السَّاعَةَ}[الزخرف: ٦٦] أي: هل يرتقبون إلا القيامة، يعني: أن تأتيهم لا محالة، فكأنهم يرتقبونها، وإن كانوا أمواتا فهم أيضا يرتقبونها، ولكن لا يدري، متى تفجأ؟ وهو قوله:{أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ}[الزخرف: ٦٦] .
الأخلاء في الدنيا، يومئذ يوم تأتي الساعة، {بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ}[الزخرف: ٦٧] يعني: أن الخلة إذا كانت على المعصية والكفر، صارت عداوة يوم القيامة، إلا المتقين يعني: الموحدين المؤمنين، الذين يخال بعضهم بعضا على الإيمان والتقوى، فإن خلتهم لا تصير عداوة.