في موضع نصب، نسقًا على قوله:{إِنَّ فِي السَّمَوَاتِ}[الجاثية: ٣] على معنى: وإن في خلقكم آيات، ومن رفع فقال الفراء: الرفع على الاستثناف بعد إن تقول العرب: إن لي عليك مالا، وعلى أخيك مال.
ينصبون الثاني ويرفعونه، والآية التي بعدها ظاهرة وقد تقدم تفسيرها.
{تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ}[الجاثية: ٦] قال ابن عباس: يريد هذا الذي قصصنا عليك من آيات الله نقصها.
{عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ}[الجاثية: ٦] بعد كتاب الله تعالى، وآياته يؤمنون إن لم يؤمنوا بهذا، ومن قرأ بالتاء فعلى تأويل قل لهم يا محمد: فبأي حديث تؤمنون.
{وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ}[الجاثية: ٧] كذاب صاحب إثم، يعني: النضر بن الحارث، والآية الثانية مفسرة في { [لقمان.
] وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا} [سورة الجاثية: ٩] قال مقاتل: إذا سمع من آيات القرآن شيئًا.
{اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}[الجاثية: ٩] رد الكلام إلى معنى: كل في قوله: {لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ}[الجاثية: ٧] .
فلذلك جمع {مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ}[الجاثية: ١٠] قال ابن عباس: يريد أمامهم جهنم.
يعني: أنهم في الدنيا، ولهم في الآخرة النار يردونها، ويدخلونها، {وَلا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا}[الجاثية: ١٠] من الأموال، شيئًا ولا ما عبدوا من دون الله من الآلهة.
هذا هدى هذا القرآن بيان من الضلالة، والذين كفروا به، {لَهُمْ عَذَابٌ مَنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ}[الجاثية: ١١]