وإذا قيل لكم، {إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ}[الجاثية: ٣٢] بالبعث، حق كائن، {وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيهَا}[الجاثية: ٣٢] والقيامة آتية، كائنة بغير شك، {قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ}[الجاثية: ٣٢] أنكرتموها، {إِنْ نَظُنُّ إِلا ظَنًّا}[الجاثية: ٣٢] أي: ما نعلم ذلك إلا حدسًا وتوهما، {وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ}[الجاثية: ٣٢] ما نستيقن كونها.
{وَبَدَا لَهُمْ}[الجاثية: ٣٣] في الآخرة، {سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا}[الجاثية: ٣٣] في الدنيا.
وقيل لهم: اليوم ننساكم نترككم في النار، {كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا}[الجاثية: ٣٤] كما تركتم الإيمان والعمل، للقاء هذا اليوم.
ذلكم الذي فعلنا بكم، {بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ}[الجاثية: ٣٥] القرآن، هزوا مهزوءًا به، {وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا}[الجاثية: ٣٥] حتى قلتم: إنه لا بعث ولا حساب، {فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْهَا}[الجاثية: ٣٥] من النار، {وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ}[الجاثية: ٣٥] لا يطلب منهم أن يرجعوا إلى طاعة الله، لأن ذلك اليوم لا يقبل فيه منهم عذر، ولا توبة.