للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعدهم إدخال الجنة.

{وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ} [الفتح: ٦] من أهل المدينة، والمشركين والمشركات من أهل مكة، أي: بأيدي المؤمنين، لأن نصرة الرسول والفتح عليه يقتضي ذلك، {الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ} [الفتح: ٦] هو أنهم ظنوا أن محمدا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا ينصر، {عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ} [الفتح: ٦] أي: العذاب والهلاك يقع بهم، وقد تقدم الكلام في هذا.

قوله: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا {٨} لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا {٩} إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا {١٠} } [الفتح: ٨-١٠] .

{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا} [الفتح: ٨] على أمتك بتبليغ الرسالة، ومبشرًا بالجنة للمطيعين، ونذيرًا لأهل المعصية.

ليؤمنوا بالله يعني: من آمن به وصدقه، ومن قرأ بالتاء فمعناه: قل لهم: لتؤمنوا به، وتعزروه وتعينوه، وتنصروه بالسيف واللسان، وتوقروه تعظموه وتبجلوه، {وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا} [الفتح: ٩] تصلوا لله بالغداة والعشي، وكثير من القراء اختاروا الوقف على: وتوقروه لاختلاف الكناية فيه، وفيما بعده.

قوله: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ} [الفتح: ١٠] يعني: بيعة الرضوان بالحديبية، بايعوا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ألا يفروا ويقاتلوا، {إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ} [الفتح: ١٠] لأنهم باعوا أنفسهم من الله بالجنة، والعقد كان مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [الفتح: ١٠] نعمة الله في الهداية فوق أيديهم في الطاعة، أي: إحسان الله إليهم بأن هداهم للإيمان، أبلغ وأتم من إحسانهم إليك بالنصرة والبيعة.

وقال ابن كيسان: قوة الله ونصرته فوق قوتهم ونصرتهم.

أي: ثق بنصرة الله لك، لا بنصرتهم وإن بايعوك، فمن نكث نقض ما عقد من البيعة، {فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ} [الفتح: ١٠] يرجع ضرر ذلك النقض عليه، قال ابن عباس: وليس له الجنة، ولا كرامة.

ومن أوفى ثبت على الوفاء، {بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ} [الفتح: ١٠] من البيعة، {فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح: ١٠] يعني: الجنة فما فوقها.

قوله:

<<  <  ج: ص:  >  >>