بالدعاء إلى حكم كتاب الله، والرضا بما فيه، لهما وعليهما.
{فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا}[الحجرات: ٩] طلبت ما ليس لها، ولم ترجع إلى الصلح، {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ}[الحجرات: ٩] ترجع إلى طاعة الله، والصلح الذي أمر الله به.
وأقسطوا أي: اعدلوا في الإصلاح بينهما، وفي كل حكم، {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}[الحجرات: ٩] قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هم الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم، وما ولوا» .
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}[الحجرات: ١٠] قال الزجاج: أعلم الله أن الدين يجمعهم، وأنهم إخوة إذا كانوا متفقين في دينهم، فرجعوا بالاتفاق في الدين إلى أصل النسب، لأنهم لآدم وحواء.
{فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ}[الحجرات: ١٠] يعني: بين كل مسلمين تخاصما، وتقاتلا، ومعنى الآيتين يأتي على الجميع، لأن تأويله بين كل أخوين.