{يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ}[الحجرات: ١١] قال مقاتل: يقول: لا يستهزئ الرجل من أخيه، فيقول: إنك رديء المعيشة، لئيم الحسب، وأشباه ذلك مما ينتقصه به، ولعله خير منه عند الله.
وهو قوله:{عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ}[الحجرات: ١١] ، وقوله:{وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ}[الحجرات: ١١] أي: لا تعيبوا إخوانكم الذين هم كأنفسكم، كقوله:{وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ}[النساء: ٢٩] ، {وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ}[الحجرات: ١١] التنابز: التفاعل من النبز، وهو مصدر والنبز الاسم، والألقاب: جمع اللقب، وهو اسم غير الاسم الذي سمي به الإنسان، قال المفسرون: هو أن يقول لأخيه المسلم: يا فاسق يا منافق، أو يقول لمن أسلم: يا يهودي، يا نصراني.
يدعوه بما كان عليه في الشرك، وقال عطاء: هو كل شيء أخرجت به أخاك عن الإسلام، كقوله: يا كلب، يا حمار، يا خنزير.
{بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ}[الحجرات: ١١] أي: بئس الاسم أن تقول له: يا يهودي، يا نصراني، وقد آمن، {وَمَنْ لَمْ يَتُبْ}[الحجرات: ١١] من التنابز، {فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}[الحجرات: ١١] .
قوله:{يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ}[الحجرات: ١٢] قال الزجاج: هو أن تظن بأهل الخير سوءًا، فأما أهل السوء، والفسق، فلنا أن نظن بهم مثل الذي ظهر منهم.
وقال المقاتلان: هو أن يظن بأخيه المسلم سوءًا، ولا بأس به ما لم يتكلم به، فإن تكلم بذلك الظن،