{إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ} [الذاريات: ٢٥] مفسر في { [هود، قوم منكرون قال ابن عباس: قال في نفسه: هؤلاء قوم لا نعرفهم، وذلك أنه ظنهم من الإنس، ولم يعرفهم.
] فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ} [سورة الذاريات: ٢٦] أي: عدل ومال إلى سارة، {فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ} [الذاريات: ٢٦] وكان مشويًا، لأنه قال في آية أخرى: بعجل حنيذ.
{فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ} [الذاريات: ٢٧] ليأكلوا، فلم يأكلوا، {فَقَالَ أَلا تَأْكُلُونَ} [الصافات: ٩١] وما بعد هذا مفسر إلى قوله: {فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ} [الذاريات: ٢٩] في ضجة وصيحة، أي: أخذت تولول، كما قال: {قَالَتْ يَا وَيْلَتَا} [هود: ٧٢] ، فصكت وجهها قال مقاتل، والكلبي: جمعت أصابعها، فضربت جبينها تعجبًا.
ومعنى الصك: ضرب الشيء بالشيء العريض، {وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ} [الذاريات: ٢٩] أي: إني عجوز عقيم، فكيف ألد؟ كما: {قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ} [هود: ٧٢] .
{قَالُوا كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ {٣٠} قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ {٣١} قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ {٣٢} لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ {٣٣} مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ {٣٤} فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ {٣٥} فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ {٣٦} وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الأَلِيمَ {٣٧} } [الذاريات: ٣٠-٣٧] .
{قَالُوا كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ} [الذاريات: ٣٠] أي: كما قلنا لك، قال ربك: إنك ستلدين غلامًا.
وما بعد هذا مفسر فيما تقدم إلى قوله: للمسرفين قال ابن عباس، ومقاتل: للمشركين.
والشرك أسرف الذنوب، وأعظمها.
{فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا} [الذاريات: ٣٥] يعني: في قرى قوم لوط، من المؤمنين وذلك قوله: فأسر بأهلك الآية، وهو أن الله تعالى أمر لوطًا بأن يخرج هو ومن معه المؤمنين، لئلا يصيبهم العذاب.
{فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ} [الذاريات: ٣٦] غير أهل بيت، من المسلمين يعني: لوطًا وبنتيه، وصفهم الله تعالى بالإيمان والإسلام جميعًا، لأنه ما من مؤمن إلا وهو مسلم.
وتركنا فيها في مدينة قوم لوط، آية علامة للخائفين، تدلهم على أن الله أهلكهم، فيخافون مثل عذابهم.
{وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ {٣٨} فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ {٣٩} فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ {٤٠} } [الذاريات: ٣٨-٤٠] .