للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قسمة غير عادلة، والقراء على ترك الهمز من ضيزى، وقرأ ابن كثير بالهمز، يقال: ضاز حقه يضيز، وضأز يضأز مثله، قال الفراء، وزجاج: ضيزى فعلى، فنقلت إلى فعلى لتسلم الياء، كما قالوا: بيض وعين فكسروا أولهما لتكونا بالياء، كذلك كرهوا أن يقولوا: ضوزى، فتصير بالواو وهي من الياء.

{إِنْ هِيَ إِلا أَسْمَاءٌ} [النجم: ٢٣] أخبر الله تعالى أن هذه الأصنام التي سموها بهذه الأسامي لا معاني تحتها، لأنه لا ضر عندها ولا نفع، فهي تسميات ألقيت على جمادات، {سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ} [النجم: ٢٣] قال مقاتل: لم ينزل كتابًا، لكم فيه حجة بما تقولون إنها آلهة.

والمعنى: ما أنزل الله بعبادتها من سلطان، ثم رجع إلى الإخبار عنهم بعد المخاطبة، فقال: {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ} [النجم: ٢٣] في أنها آلهة، وهو ما زين لهم الشيطان، {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى} [النجم: ٢٣] البيان والرشاد، بالكتاب والرسول، وهذا تعجيب من حالهم، حيث لم يتركوا عبادتها، مع وضوح البيان.

ثم أنكر على الكفار تمنيهم شفاعة الأصنام، فقال: أم للإنسان يعني: الكافر، ما تمنى من شفاعة الأصنام.

{فَلِلَّهِ الآخِرَةُ وَالأُولَى} [النجم: ٢٥] أي: لا يملك فيهما أحد شيئًا إلا بإذنه.

ثم أكد هذا بقوله: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا} [النجم: ٢٦] جمع الكناية لأن المراد بقوله: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ} [النجم: ٢٦] الكثرة، {إِلا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ} [النجم: ٢٦] في الشفاعة، {لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى} [النجم: ٢٦] أي: من أهل التوحيد، قال ابن عباس: يريد لا تشفع الملائكة، إلا لمن رضي الله عنه، كقوله: {وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارْتَضَى} [الأنبياء: ٢٨] .

ثم ذم صنيعهم، فقال: {إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ} [النجم: ٢٧] بالبعث، {لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الأُنْثَى} [النجم: ٢٧] حين زعموا أن الملائكة بنات الله.

{وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ} [الجاثية: ٢٤] أي: التسمية، من علم قال مقاتل: ما يستيقنون أنهم إناث.

{إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} [النجم: ٢٨] لا يقوم مقام الحق، ولا يغني عن العلم، فالحق ههنا معناه: العلم، وهذا يدل على أن الظان غير عالم.

ثم أمره بالإعراض عنهم، بقوله: {فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا {٢٩} ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى {٣٠} وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ

<<  <  ج: ص:  >  >>