والنجم يعني: نبت الأرض مما ليس له ساق، والشجر ما كان له ساق، يبقى في الشتاء، يسجدان يعني: سجود ظلالهما، كقوله:{يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ}[النحل: ٤٨] ، وكقوله:{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ}[الحج: ١٨] إلى قوله: والنجوم.
والسماء رفعها فوق الأرض، ووضع الميزان يعني: آلة الوزن، ليتوصل به إلى الإنصاف والانتصاف، وقال الزجاج، وصاحب النظم: المراد بالميزان: العدل.
والمعنى: أنه أمر بالعدل، يدل عليه قوله:{أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ}[الرحمن: ٨] أي: لا تجاوزوا العدل.
{وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ}[الرحمن: ٩] قال عطاء: لا تخونوا من وزنتم له، أقيموا لسان الميزان بالعدل.
{وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ}[الرحمن: ٩] لاتنقصوا، ولا تبخسوا الوزن.
{وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ}[الرحمن: ١٠] بسطها على الماء، لجميع الخلق الذين ثبتهم فيها.
فيها فاكهة يعني: ما يتفكه من ألوان الثمار، {وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ}[الرحمن: ١١] الأوعية والغلف، وثمرها يكون في غلف ما لم ينشق.
والحب يريد: جميع الحبوب، مما يحرث في الأرض من الحنطة، والشعير، وغيرهما، ذو العصف يعني: الورق، فإذا يبس وديس صار تبنًا، وقال السدي، والفراء: هو بقل الزرع، وهو أول ما ينبت منه.
قال ابن كيسان: يبدو أولًا ورقًا وهو العصف، ثم يبدو له ساق، ثم يحدث الله فيه أكمامًا، ثم يحدث الله في الأكمام حبًا.
وقوله: والريحان يعني: الرزق في قول الأكثرين، وقال الحسن، وابن زيد: هو ريحانكم الذي يشم.
وقرأ ابن عامر: والحب ذا العصف حمله على قوله: والأرض وضعها المعنى: وخلق الحب، والوجه الرفع نسقًا على قوله:{فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ}[الرحمن: ١١] ، والحب أي: وفيها الحب والريحان، وقرأ حمزة بالخفض حملًا على ذو كأنه قيل: والحب ذو العصف وذو الريحان، وهو رزق الناس والعصف رزق