والمعنى: أنهم يسعون بين عذاب الجحيم وعذاب الحميم، فإذا استغاثوا من النار، جعل غياثهم الحميم الآني، الذي قد صار كالمهل، وهو قوله:{وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ}[الكهف: ٢٩] الآية.
وكل ما ذكر الله تعالى من قوله:{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا}[الرحمن: ٢٦] إلى ههنا مواعظ ومزاجر، وتهديد وتخويف، وهي كلها نعمة من الله تعالى الانزجارية عن المعاصي، ولذلك ختم كل آية بقوله:{فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}[الرحمن: ٢٨] .
{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ}[الرحمن: ٤٦] أي: مقامه بين يدي ربه للحساب، فترك المعصية والشهوة، قال مجاهد: هو الذي يهم بالمعصية فيذكر الله، فيدعها.
جنتان قال مقاتل: يعني: جنة عدن وجنة النعيم.
وقال الضحاك: هذا لمن راقب الله في السر والعلانية بعمله، فما عرض له من محرم تركه من خشية الله، وما عمل من خير أفضى به إلى الله، لا يحب أن يطلع عليه أحد فله جنتان.
وقال قتادة: إن المؤمنين خافوا ذلك المقام، فعملوا لله، ودأبوا له بالليل والنهار.