ثم وصف الجنتين، فقال: ذواتا أفنان الأفنان: الأغصان، واحدها فنن وهو الغصن المستقيم طولًا، وهذا قول مجاهد، وعكرمة، وعطية , والكلبي، وقال الزجاج: الأفنان: الألوان، واحدها فن وهو الضرب من كل شيء.
قال الضحاك: ذواتا ألوان من الفاكهة.
وهو قول سعيد بن جبير، وجمع عطاء بين القولين، فقال: يريد: في كل غصن فنون من الفاكهة.
{فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ}[الرحمن: ٥٠] قال الحسن: إحداهما السلسبيل، والأخرى التسنيم.
{فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ}[الرحمن: ٥٢] أي: ضربان، وصنفان، ونوعان، يعني: أن فيهما من كل ما يتفكه ضربين رطبًا ويابسًا، لا يقصر يابسه عن رطبه في الفضل والطيب، ولا رطبه عن يابسه في العدم، كما يكون في الدنيا.
{مُتَّكِئِينَ}[الرحمن: ٥٤] فيها، حال الذين ذكروا في قوله:{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ}[الرحمن: ٤٦] ، {عَلَى فُرُشٍ}[الرحمن: ٥٤] جمع فراش، {بَطَائِنُهَا}[الرحمن: ٥٤] جمع بطانة، وهي: التي تحت الظهارة، قال الزجاج: وهي ما يلي الأرض.
{مِنْ إِسْتَبْرَقٍ}[الرحمن: ٥٤] وهو كل ما غلظ من الديباج، قال ابن مسعود: أخبرتم بالبطائن، فكيف بالظهاير؟ وقال أبو هريرة: هذه البطائن فما ظنكم بالظواهر؟ وقيل لسعيد بن جبير: البطائن من إستبرق، فما الظواهر؟ فقال: هذا مما قال الله تعالى: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ}[السجدة: ١٧] .
وقال ابن عباس: وصف البطائن، وترك الظواهر، لأنه ليس في