{إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}[المجادلة: ٥] يعادونهما، ويخالفون أمرهما، كبتوا أذلوا وأخزوا، يقال: كبت الله فلانًا إذا أذله، والمردود بالذي يقال له: مكبوت، قال المقاتلان: أخزوا كما أخزي من قبلهم من أهل الشرك.
{وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ}[المجادلة: ٥] قال ابن عباس: فرائض قيمة معروفة.
وللكافرين لمن لم يعمل، ولم يصدق بها، عذاب مهين.
ثم بين وقت ذلك العذاب، فقال:{يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ}[المجادلة: ٦] حفظ الله أعمالهم، ونسوه.
ثم أخبر أنه يعلم ما يجري وما يكون، فقال:{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ}[المجادلة: ٧] أي: من سرار ثلاثة، قال ابن عباس: ما من شيء تناجي به صاحبيك إلا هو رابعهم بالعلم.
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى}[المجادلة: ٨] الآية، قال المفسرون: إن المنافقين واليهود كانوا يتناجون فيما بينهم، ويوهمون المؤمنين أنهم يتناجون فيما يسوءهم، فيحزنون لذلك، فلما طال ذلك وكثر، شكوا إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأمرهم ألا يتناجوا دون المسلمين، فلم ينتهوا عن ذلك، وعادوا إلى مناجاتهم، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقوله:{وَيَتَنَاجَوْنَ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}[المجادلة: ٨] يعني: في مخالفة الرسول في النهي عن النجوى،