{فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ}[التحريم: ٣] أخبرت به حفصة عائشة، {وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ}[التحريم: ٣] أطلع الله نبيه على قول حفصة لعائشة، فأخبر النبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حفصة عند ذلك ببعض ما قالت، وهو قوله: عرف بعضه أي: عرف حفصة بعض ما أخبرت به عائشة، {وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ}[التحريم: ٣] يعني: ذكر الخلافة، كره رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن ينتشر ذلك في الناس، فأعرض عنه.
{وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا}[التحريم: ٣] قال لحفصة: «أبوك وأبو عائشة واليا الناس من بعدي، وإياك أن تخبري أحدًا» .
وقرئ عَرَفَ بالتخفيف ومعناه: جازي عليه، ولا يكون أن العلم، لأنه لا يجوز أن يعرف البعض مع إطلاع الله إياه على جميعه، وهذا كما تقول لمن يحسن إليك أو يسيء: أنا أعرف لك هذا.
ثم خاطب عائشة وحفصة، فقال:{إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ}[التحريم: ٤] أي: من التعاون على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالإيذاء، {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا}[التحريم: ٤] عدلت ومالت عن الحق، وهو: أنهما أحبتا ما كره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من اجتناب جاريته، {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ}[التحريم: ٤] أي: تتظاهرا، وتتعاونا على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالإيذاء.