للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فاسلكوه اجعلوه فيها، يقال: سلكته في الطريق، وفي القيد، وغيره.

إذا أدخلته فيه، قال الكلبي: كما يسلك الخيط في اللؤلؤ.

قال سويد بن أبي نجيح: بلغني أن جميع أهل النار في تلك السلسلة.

{إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ} [الحاقة: ٣٣] لا يصدق بتوحيد الله، وعظمته.

{وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} [الحاقة: ٣٤] لا يطعم المسكين في الدنيا، ولا يأمر أهله بذلك.

{فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَهُنَا} [الحاقة: ٣٥] في الآخرة، حميم قريب ينفعه، أو يشفع له.

{وَلا طَعَامٌ إِلا مِنْ غِسْلِينٍ} [الحاقة: ٣٦] وهو صديد أهل النار، وما ينغسل من أبدانهم من القيح، والدم.

وروى مجاهد، عن ابن عباس، قال: لو أن قطرة من الغسلين وقعت في الأرض، أفسدت على الناس معايشهم.

ثم ذكر أن الغسلين أكل من هو، فقال: {لا يَأْكُلُهُ إِلا الْخَاطِئُونَ} [الحاقة: ٣٧] قال الكلبي: يعني: من يخطأ بالشرك.

١٢٣٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ الْجَوْزَقِيُّ فِيمَا أَجَازَ لِي، أنا الْحُسَيْنُ الْحَجَّاجِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، نا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، نا أَبُو تُمَيْلَةَ، نا حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ يَزِيدَ النَّحْوِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَرَأَ نَافِعٌ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ {لا يَأْكُلُهُ إِلا الْخَاطِئُونَ} [الحاقة: ٣٧] فَقَالَ: مَهْ كُلُّنَا نُخْطِئُ.

{فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ {٣٨} وَمَا لا تُبْصِرُونَ {٣٩} إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ {٤٠} وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلا مَا تُؤْمِنُونَ {٤١} وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ {٤٢} تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ {٤٣} } [الحاقة: ٣٨-٤٣] .

قوله: فلا أقسم لا رد لكلام المشركين، كأنه قيل: ليس الأمر كما يقول المشركون.

{أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ {٣٨} وَمَا لا تُبْصِرُونَ {٣٩} } [الحاقة: ٣٨-٣٩] قال قتادة: أقسم بالأشياء كلها، ما يبصر منها، وما لا يبصر، ويدخل في هذا جميع المكونات، والموجودات في الدنيا والآخرة.

إنه إن القرآن، {لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} [الحاقة: ٤٠] يعني: محمدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والمعنى: إنه لتلاوة رسول كريم وتلاوته قوله.

{وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلا مَا تُؤْمِنُونَ} [الحاقة: ٤١] لا تصدقون بأن القرآن من عند الله، وأريد بالقليل نفي إيمانهم أصلًا، كما تقول لمن لا يزورك: قلَّ ما تأتينا.

وأنت تريد: لا يأتينا أصلًا، ومن قرأ: يؤمنون بالياء، فهو إخبار عن المشركين.

{وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ} [الحاقة: ٤٢] وهو الذي يقضي على الغائب.

<<  <  ج: ص:  >  >>