قال علي بن عمر: في هذا حجة لمن يقول: فاقرأ ما تيسر منه فيما بعد الفاتحة.
ثم ذكر عذرهم، فقال:{عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى}[المزمل: ٢٠] فلا يطيقون قيام الليل، {وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ}[المزمل: ٢٠] يعني: المسافرين للتجارة، يطلبون من رزق الله، فلا يطيقون قيام الليل، {وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}[المزمل: ٢٠] يعني: المجاهدين، لا يطيقون قيام الليل، {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ}[المزمل: ٢٠] من القرآن، قال المفسرون: كان هذا في صدر الإسلام، ثم نسخ بالصلوات الخمس عن المؤمنين، وثبت على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خاصة.
وذلك قوله: وأقيموا الصلاة قال ابن عباس: يريد: هذه فريضة عليكم في أوقاتها.
{وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا}[المزمل: ٢٠] قال ابن عباس: يريد: سوى الزكاة من صلة الرحم، وقرى الضيف.
{وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ}[المزمل: ٢٠] يعني: من صدقة فريضة، أو تطوع، {تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا}[المزمل: ٢٠] تجدوا ثوابه في الآخرة أفضل مما أعطيتم، وأعظم أجرًا مما تؤخره إلى وصيتك عند الموت.