قوله:{وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا}[الإنسان: ١٢] ومن أسكن الياء كان في موضع رفع بالابتداء، وخبره: ثياب سندس، خضر بالرفع صفة لقوله: ثياب وبالخفض صفة لقوله: سندس وهو إن كان واحدًا أريد به الجنس، وإستبرق فيه الجر والرفع أيضًا، فالجر من حيث عطف على السندس، ومن رفع أراد العطف على الثياب، وهذه الآية مفسرة في { [الكهف،] وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا}[سورة الإنسان: ٢١] قال الفراء: يقول طهور ليس بنجس كما كانت في الدنيا مذكورة بالنجاسة.
والمعنى: أن ذلك الشراب طاهر، ليس كخمر الدنيا، قال مقاتل: هو عين ماء على باب الجنة، من شرب منها نزع الله ما كان في قلبه من غش، وغل، وحسد.
وقال أبو قلابة، وإبراهيم: يؤتون بالطعام، فإذا كان آخر ذلك أتوا بالشراب الطهور، فيشربون، فتضمر بذلك بطونهم، ويغيض عرق من جلودهم مثل ريح المسك.
إن هذا يعني: ما وصف من نعيم أهل الجنة، {كَانَ لَكُمْ جَزَاءً}[الإنسان: ٢٢] بأعمالكم، وكان سعيكم عملكم في الدنيا بطاعة الله، مشكورًا قال عطاء: يريد شكرتكم عليه، وأثبتكم أفضل الثواب.