{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ تَنْزِيلا} [الإنسان: ٢٣] يعني: فصلناه في الإنزال، فلم ننزله جملة واحدة.
{فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ} [الإنسان: ٢٤] مفسر في مواضع، {وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ} [الإنسان: ٢٤] من مشركي مكة، آثما يعني: عتبة بن ربيعة، أو كفورًا يعني: الوليد بن المغيرة، قالا له: ارجع عن هذا الأمر، ونحن نرضيك بالمال، والتزويج.
{وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ} [الإنسان: ٢٥] اذكره بالتوحيد في الصلاة، بكرة وأصيلًا يعني: الفجر والعصر.
{وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ} [الإنسان: ٢٦] يعني: المغرب والعشاء، {وَسَبِّحْهُ لَيْلا طَوِيلا} [الإنسان: ٢٦] يعني: التطوع بعد المكتوبة.
إن هؤلاء يعني: كفار مكة، يحبون العاجلة الدار العاجلة، وهي الدنيا، ويذرون وراءهم يعني أمامهم، يومًا ثقيلًا عسيرًا، شديدًا، والمعنى: يتركونه، فلا يؤمنون به، ولا يعملون له.
ثم ذكر قدرته، فقال: {نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ} [الإنسان: ٢٨] الأسر: شدة الخلق، يقال: شدد الله أسر فلان.
أي: قوى خلقه، قال الحسن: يعني: أوصالهم بعضًا إلى بعض بالعروق والعصب.
وروي عن مجاهد، أنه قال في تفسير الأسر: الشرج، يعني: موضعي مصرفي البول والغائط، إذا خرج الأذى تقبضتا.
{وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلا} [الإنسان: ٢٨] إذا شئنا أهلكناهم، وأتينا بأشباههم، فجعلناهم بدلًا منهم.
{إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا {٢٩} وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا {٣٠} يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا {٣١} } [الإنسان: ٢٩-٣١] .
إن هذه ال { [، تذكرة تذكير وموعظة،] فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا} [سورة الإنسان: ٢٩] بالإيمان، والطاعة.
{وَمَا تَشَاءُونَ} [الإنسان: ٣٠] اتخاذ السبيل، {إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الإنسان: ٣٠] ذلك لكم، قال الزجاج: أي: لستم تشاءون إلا بمشيئة الله.
{يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ} [الإنسان: ٣١] قال عطاء: من صدق نيته، أدخله جنته.
والظالمين المشركين من كفار مكة، {أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} [الإنسان: ٣١] .