ويديه، ورجليه.
{ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ} [عبس: ٢٠] قال السدي، ومقاتل: أخرجه من الرحم، وهداه للخروج من بطن أمه.
{ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ} [عبس: ٢١] جعل له قبرًا يوارى فيه، ولم يجعله ممن يلقى للسباع والطير.
{ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ} [عبس: ٢٢] بعثه بعد الموت.
كلا قال الحسن: حقًا.
{لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ} [عبس: ٢٣] ما عهد إليه في الميثاق الأول، ولما ذكر خلق ابن آدم ذكر رزقه ليعتبر، فقال: {فَلْيَنْظُرِ الإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ} [عبس: ٢٤] لينظر كيف خلق الله طعامه، الذي جعله سببًا لحياته.
ثم بين، فقال: {أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا} [عبس: ٢٥] ومن فتح أنا فقال الزجاج: الكسر على الابتداء، والاستئناف، والفتح على معنى البدل من الطعام، المعنى: فلينظر الإنسان إلى أنا صببنا الماء صبا.
وأراد بصب الماء المطر.
{ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا} [عبس: ٢٦] بالنبات.
{فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا} [عبس: ٢٧] يعني: الحبوب التي يتغذى بها.
وعنبًا وقضبًا وهو القت الرطب يقضب مرة بعد أخرى، يقطع يكون علقًا للدواب.
وزيتونًا وهو ما يعتصر منه الزيت، ونخلًا جمع نخلة.
وحدائق غلبًا يريد: الشجر العظام، الغلاظ الرقاب، وقال مجاهد، ومقاتل: الغلب الملتفة الشجر بعضه في بعض.
وفاكهة يعني: ألوان الفاكهة، وأبا وهو المرعى، والكلأ الذي لم يزرعه الناس مما يأكله الأنعام.
{مَتَاعًا لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ} [عبس: ٣٢] أي: منفعة لكم، ولأنعامكم.
ثم ذكر القيامة، فقال: {فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ {٣٣} يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ {٣٤} وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ {٣٥} وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ {٣٦} لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ {٣٧} وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ {٣٨} ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ {٣٩} وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ {٤٠} تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ {٤١} أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ {٤٢} } [عبس: ٣٣-٤٢] .
{فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ} [عبس: ٣٣] يعني: صيحة القيامة، وهي الصاخة لشدة صوتها تصخ الآذان.
ثم ذكر في أي وقت تجيء، فقال: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ} [عبس: ٣٤] إلى قوله: وبنيه أي: لا يلتفت إلى واحد من أدانيه، لعظم ما هو فيه.
{لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} [عبس: ٣٧] لكل إنسان شأن يشغله عن الأقرباء،