حَدِيثُ الْجُنُودِ {١٧} فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ {١٨} بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ {١٩} وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ {٢٠} بَلْ هُوَ قُرْءَانٌ مَجِيدٌ {٢١} فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ {٢٢} } [البروج: ١١-٢٢] .
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا} [البروج: ١١] الآية، {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ} [البروج: ١٢] قال ابن عباس: إن أخذه بالعذاب، إذا أخذ الظلمة، والجبابرة لشديد.
كقوله: {إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود: ١٠٢] .
{إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ} [البروج: ١٣] الخلق، يخلقهم أولًا في الدنيا، ويعيدهم أحياء بعد الموت.
وهو الغفور لذنوب المؤمنين، وأوليائه من أهل طاعته، الودود المحب لهم، وقال الأزهري في تفسير أسماء الله: يجوز أن يكون ودود فعولًا بمعنى: مفعول، كركوب، وحلوب، ومعناه: أن عباده الصالحين يودونه ويحبونه، لما عرفوا من فضله، ولما أسبغ عليهم من نعمائه، ويجوز أن تكون فعولًا بمعنى فاعل، أي: محبًا لهم.
قال: وكلتا الصفتين مدح، لأنه جل ذكره إن أحب عبادة المطيعين فهو فضل منه، وإن أحبه عباده العارفون، فلما تقرر عندهم من كريم إحسانه.
قوله: {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ} [البروج: ١٥] أكثر القراءة الرفع في: المجيد على صفة: ذو العرش، لأن الله تعالى هو الموصوف بالمجد، ولأن المجيد لم يسمع في غير صفة الله تعالى، وإن سمع الماجد، ومن كسر المجيد جعله من صفة العرش، قال عطاء، عن ابن عباس: من قرأ بالخفض، فإنما يريد العرش وحسنه.
ويدل على صحة هذا: أن العرش وصف بالكرم في قوله: {رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} [المؤمنون: ١١٦] فجاز أن يوصف بالمجد، لأن معناه الكمال، والعرش على ما ذكر أحسن شيء، وأكمله، وأجمعه لصفات الحسن.
{فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} [البروج: ١٦] أي: من الإبداء والإعادة، وقال عطاء: لا يعجزه شيء يريده، ولا يمتنع منه شيء طلبه.
١٣٢١ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمُحَارِبِيُّ، أنا أَبُو الشَّيْخِ الْحَافِظُ، نا أَبُو يَحْيَى الرَّازِيُّ، نا هَنَّادٌ، نا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ، قَالَ: دَخَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَوْمٌ يَعُودُونَهُ، فَقَالُوا: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ أَلا تَدْعُو لَكَ طَبِيبًا يَنْظُرُ إِلَيْكَ، قَالَ: قَدْ نَظَرَ إِلَيَّ، قَالُوا: وَأَيُّ شَيْءٍ قَالَ لَكَ؟ قَالَ: قَالَ: إِنِّي فَعَّالٌ لِمَا أُرِيدُ
ثم ذكر خبر الجموع الكافرة، فقال: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ} [البروج: ١٧] يريد: قد أتاك، وهم الذين تجندوا على أنبياء الله.
ثم بين من هم، فقال: {فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ {١٨} بَلِ