الَّذِينَ كَفَرُوا} [البروج: ١٨-١٩] يعني: مشركي مكة، في تكذيب لك وللقرآن، أي: لم يعتبروا بمن كان قبلهم من الكفار.
{وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ}[البروج: ٢٠] يقدر أن ينزل بهم، ما أنزل بمن قبلهم.
{بَلْ هُوَ قُرْءَانٌ مَجِيدٌ}[البروج: ٢١] قال ابن عباس، ومقاتل: كريم، لأنه كلام الرب، ليس هو كما يقولون: شعر، وكهانة، وسحر.
{فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ}[البروج: ٢٢] عند الله، وهو أم الكتاب، منه نسخ القرآن والكتب، وهو الذي يعرف باللوح المحفوظ من الشياطين، ومن الزيادة فيه والنقصان، وقرأ نافع: محفوظ رفعًا على نعت القرآن، كأنه قيل: بل هو قرآن مجيد محفوظ في لوح، وذلك أن القرآن وصف بالحفظ في قوله تعالى:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}[الحجر: ٩] فكما وصف بالحفظ في تلك الآية، كذلك وصف في هذه الآية بأنه محفوظ، ومعنى حفظ القرآن: أنه يؤمن من تحريفه، وتبديله، وتغييره، فلا يلحقه من ذلك شيء، قال أبو الحسن الأخفش: والأول هو الذي يعرف.
وقال أبو عبيد: الوجه الخفض، لأن الآثار الواردة في اللوح المحفوظ تصدق ذلك.