] سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى {١} الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى {٢} وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى {٣} وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى {٤} فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى {٥} سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى {٦} إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى {٧} وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى {٨} فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى {٩} سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى {١٠} وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى {١١} الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى {١٢} ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا {١٣} } [سورة الأعلى: ١-١٣] .
{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} [الأعلى: ١] أي: نزهه من السوء، وقل: سبحان ربي الأعلى.
قال صاحب النظم: قد احتج بهذا الفصل من يقول: إن الاسم والمسمى واحد.
لأن أحدًا لا يقول: سبحان اسم الله، وسبحان اسم ربنا.
فمعنى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ} [الأعلى: ١] : سبح ربك، والرب أيضًا اسم، فلو كان غير المسمى، لم يجز أن يقع التسبيح عليه.
١٣٣٠ - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمْشَاذٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدُونَ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الزُّهْرِيُّ، نا آدَمُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ مُرَّةَ الْهَمَذَانِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ نَقُولُ فِي سُجُودِنَا؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} [الأَعْلَى: ١] فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَقُولَ فِي سُجُودِنَا: سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى وَيُسَنُّ لِلْقَارِئِ إِذَا قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ أَنْ يَقُولَ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى، وَإِنْ كَانَ فِي الصَّلاةِ رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ.
١٣٣١ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا أَبُو يَحْيَى الرَّازِيُّ، نا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، نا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَنْ قَرَأَ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} ، فَلْيَقُلْ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى
{الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى} [الأعلى: ٢] قال الكلبي: خلق كل ذي روح، فجمع خلقه وسواه: اليدين، والرجلين، والعينين.
وقال الزجاج: خلق الإنسان مستويًا.
ومعنى سوى: عدل قامته.
{وَالَّذِي قَدَّرَ} [الأعلى: ٣] وقرئ بالتخفيف، وهما
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute