{إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا}[الزلزلة: ١] إذا حركت حركة شديدة، وذلك عند قيام الساعة، تحرك الأرض فتضطرب حتى يتكسر كل شيء عليها، وتخرج كل شيء أدخل فيها، وهو قوله:{وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا}[الزلزلة: ٢] لفظت ما فيها من كنوزها وموتاها، والأثقال: جمع ثقل، والموتى أثقال في بطن الأرض.
ثم ذكر أن الكافر ينكر تلك الحالة، فقال:{وَقَالَ الإِنْسَانُ مَا لَهَا}[الزلزلة: ٣] يقول الكافر الذي لم يؤمن بالبعث: لأي شيء زلزالها.
قال الله تعالى:{يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا}[الزلزلة: ٤] تخبر بما عمل عليها.
وقوله:{بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا}[الزلزلة: ٥] قال الفراء: تحدث أخبارها بوحي الله، وإذنه لها.
قال ابن عباس: أذن لها لتخبر بما عمل عليها.
{يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا}[الزلزلة: ٦] يرجع الناس عن موقف الحساب بعد العرض متفرقين: أهل الإيمان على حدة، وأهل كل دين على حدة، كقوله تعالى:{يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ}[الروم: ١٤] و {يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ}[الروم: ٤٣] ، ليروا أعمالهم قال ابن عباس: ليروا جزاء أعمالهم.
والمعنى: أنهم يرجعون عن الموقف فرقًا، لينزلوا منازلهم من