قوله:{رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ}[آل عمران: ٩] يعني: يوم القيامة يجمعهم الله للجزاء في ذلك اليوم، وهذا إقرار من المؤمنين بالبعث، {إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ}[آل عمران: ٩] يعني: ميعاد الجمع والبعث.
{لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ}[آل عمران: ١٠] لن تنفع ولن تدفع عنهم أموالهم، {وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ}[آل عمران: ١٠] قال الكلبي: من عذاب الله.
{شَيْئًا وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ}[آل عمران: ١٠] أي: هم الذين توقد بهم النار.
{كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ}[آل عمران: ١١] قال ابن عباس ومجاهد والسدي: كفعل آل فرعون وصنيعهم في الكفر والتكذيب، يريد: أن اليهود كفرت بمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كعادة آل فرعون في تكذيب موسى بعدما عرفوا صدقه.
والمعنى: دأبهم في الكفر كدأب آل فرعون، والدأب معناه في اللغة: الأمر والشأن والعادة، {وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}[آل عمران: ١١] يعني كفار الأمم الخالية، {كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ}[آل عمران: ١١] .
{قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا}[آل عمران: ١٢] قال ابن عباس: يعني يهود المدينة، وقال مقاتل: يعني مشركي مكة.
{سَتُغْلَبُونَ}[آل عمران: ١٢] ستصيرون مغلوبين بنصرة الله المؤمنين عليكم، وقد فعل ذلك، فاليهود غلبوا بوضع الجزية عليهم، والمشركون غلبوا بالسيف.
قوله:{وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ}[آل عمران: ١٢] وعيد لهم بالنار.