قوله:{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ}[آل عمران: ١٩] الأحسن كسر ألف إن لأن الكلام الذي قبله قد تم، ووجه قراءة من قرأ بالفتح: أن تكون الشهادة واقعة على أن، على أن يكون بدلا من الأولى، فكأن التقدير: شهد الله أن الدين عند الله الإسلام، دين الله الذي شرع لنفسه، وبعث به رسله، ودل عليه أولياءه، ولا يقبل غيره ولا يجزي إلا به.
ومعنى الإسلام في اللغة: الدخول في السلم، أي: في الانقياد والمتابعة، ثم من الإسلام ما هو متابعة وانقياد باللسان دون القلب، وهو قوله:{قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا}[الحجرات: ١٤] ، ومنه ما هو متابعة وانقياد باللسان والقلب، وهو قوله:{قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}[البقرة: ١٣١] روى الحسن، عن أبي هريرة: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال:" تعرض الأعمال يوم القيامة فتجيء الصلاة فتقول: أي رب، إني الصلاة.
فيقول الله عز وجل: إنك على خير.
ثم تجيء الصدقة فتقول: أي رب، إني الصدقة.
فيقول: إنك على خير.
ويجيء الصيام، وتجيء الأعمال كذلك، ويجيء، أحسبه قال: الإسلام.