وتقدير الآية: وليبتلي الله ما في صدوركم فعل ما فعل يوم أحد.
وقوله:{وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ}[آل عمران: ١٥٤] قال قتادة: ليطهرها من الشك والارتياب بما يريكم من عجائب صنعه في إلقاء الأمنة وصرف العدو، وإعلان سرائر المنافقين.
وهذا التمحيص خاص للمؤمنين دون المنافقين، {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}[آل عمران: ١٥٤] أي: بما فيها من خير وشر.
قوله:{إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ}[آل عمران: ١٥٥] يعني الذين انهزموا يوم أحد، {إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ}[آل عمران: ١٥٥] أي: حملهم على الزلة، وكسبهم الزلة، {بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا}[آل عمران: ١٥٥] قال مقاتل: يعني معصيتهم النبي عليه السلام وتركهم المركز.
{وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ}[آل عمران: ١٥٥] غفر لهم تلك الخطيئة، قال قتادة في هذه الآية: تولى أناس من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم أحد عن القتال وعن نبي الله، وكان ذلك من أمر الشيطان، فأنزل الله ما تسمعون أنه قد تجاوز عن ذلك وعفا عنهم.