وقوله:{لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ}[الأنعام: ١٢] هذا ابتداء كلام، واللام فيه: لام القسم، كأنه قال: والله ليجمعنكم إلى يوم القيامة.
قال الزجاج: معناه: ليجمعنكم إلى اليوم الذي أنكرتموه، وهو اليوم الذي لا ريب فيه، {الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ}[الأنعام: ١٢] أي: بالشرك بالله تعالى أوبقوا أنفسهم {فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ}[الأنعام: ١٢] لما سبق لهم من القضاء بالشقاوة والخسران.
قوله:{وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ}[الأنعام: ١٣] قال ابن عباس: له ما استقر في الليل والنهار ممن خلق.
وهذا عام في كل مخلوق، لأن كل ما طلعت عليه الشمس وما غربت فهو من ساكني الليل والنهار، ولهذا قال ابن الأعرابي: وله ما حل في الليل والنهار.
وقال أهل المعاني: في الآية محذوف، والتقدير: وله ما سكن وتحرك في الليل والنهار، فحذف ذكر الحركة واكتفى بذكر السكون، كقوله:{سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ}[النحل: ٨١] يعني: الحر والبرد.
قوله:{قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا}[الأنعام: ١٤] هذا استفهام معناه الإنكار، أي: لا أتخذ وليا غير الله ولا أعبد سواه، {فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ}[الأنعام: ١٤] خالقهما ابتداء لا على مثال سبق، والفطرة: ابتداء الخلقة.
قال ابن عباس: كنت لا أدري ما: {فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ}[الأنعام: ١٤] حتى احتكم إلى أعرابيان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها، أي: أنا ابتدأت حفرها.
وقال ابن الأعرابي: يقال: هو أول من فطر هذا، أي: ابتدأه.
قوله:{وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ}[الأنعام: ١٤] قال السدي،