والكلبي: يَرزق ولا يُرزق، {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ}[الأنعام: ١٤] من هذه الأمة، أي: قيل لي: كن أول المسلمين، {وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}[الأنعام: ١٤] أي: أمرت بدين الحنفية، ونهيت عن الشرك.
قل: للمشركين: {إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي}[الأنعام: ١٥] فيما أمرت به ونهيت عنه {عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}[الأنعام: ١٥] وهو يوم القيامة.
{مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ}[الأنعام: ١٦] العذاب {يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ}[الأنعام: ١٦] فقد أوجب الله له الرحمة لا محالة، أي: له مع صرف العذاب عنه الرحمة.
وقرأ حمزة يَصْرِف بفتح الياء وكسر الراء، أي: يصرف الله عنه العذاب يومئذ، يعني: يوم القيامة فقد رحمه، {وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ}[الأنعام: ١٦] لأنه فاز بالرحمة ونجا من العذاب.
وقوله:{وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ}[الأنعام: ١٧] أي: إن جعل الضر يمسسك ويصيبك، وهو اسم جامع لكل ما يتضرر به الإنسان من فقر ومرض وزمانة، كما أن الخير: اسم جامع لكل ما ينتفع به الإنسان.
قوله:{فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ}[الأنعام: ١٧] أي: لا يكشف ذلك الضر الذي أصابك غير الله، ولا يصرفه عنك غيره.
وقوله:{وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ}[الأنعام: ١٧] يصبك بغنى وسعة في الرزق وصحة في الجسم، {فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[الأنعام: ١٧] من الغنى والفقر.