قوله:{وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ}[الأنعام: ١٨] القهر: الغلبة، والله القاهر القهار، قهر خلقه بقدرته وسلطانه فصرفهم على ما أراد طوعا وكرها، يقال: أخذت الشيء قهرا.
إذا أخذته دون رضا صاحبه، ومعنى القاهر في صفة الله تعالى: يعود إلى أنه القادر الذي لا يعجزه شيء.
ومعنى فوق ههنا: أن قهره قد استعلى عليهم فهم تحت التسخير والتذليل بما علاهم من الاقتدار الذي لا ينفك عنه أحد، {وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ}[الأنعام: ١٨] العالم بالشيء.
قوله:{قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً}[الأنعام: ١٩] قال المفسرون: قال أهل مكة للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ائتنا بمن يشهد لك بالنبوة فإن اليهود والنصارى ينكرونك، فنزلت هذه الآية، قال مجاهد: أمر محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يسأل قريشا، ثم أمر أن يخبرهم فيقول:{اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ}[الأنعام: ١٩] .