أصنام صغارا، وأمرهم بعبادتها، وقال: أنا ربكم، ورب هذه الأصنام، فذلك قوله:{أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى}[النازعات: ٢٤] .
{قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ}[الأعراف: ١٢٧] قال ابن عباس: كان فرعون قد ترك قتل أبناء بني إسرائيل، فلما كان من أمر موسى ما كان، أمر بإعادة القتل عليهم.
{وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ}[الأعراف: ١٢٧] وإنا على ذلك قادرون، فشكا بنو إسرائيل إعادة القتل على أبنائهم، فقال موسى لقومه:{اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا}[الأعراف: ١٢٨] على ما يفعل بكم، {إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ}[الأعراف: ١٢٨] أطمعهم موسى أن يعطيهم الله أرض فرعون وقومه بعد إهلاكهم، والعاقبة للمتقين: قال ابن عباس: الجنة لمن اتقى الله.
وقال غيره: العاقبة ههنا النصر والظفر.
قالوا أوذينا بالقتل الأول، {مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا}[الأعراف: ١٢٩] بالرسالة، {وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا}[الأعراف: ١٢٩] بإعادة القتل على أبنائنا، {قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ}[الأعراف: ١٢٩] فرعون وقومه، {وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ}[الأعراف: ١٢٩] يملككم ما كان يملك فرعون وقومه، {فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ}[الأعراف: ١٢٩] قال الزجاج: فيرى ذلك بوقوعه منكم، لأن الله تعالى لا يجازي عباده على ما يعلمه منهم، إنما يجازيهم على ما يقع منهم.