للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَهَذَا قَول الْمُجبرَة مثل جهم وَمن اتبعهُ وَهُوَ قَول الْأَشْعَرِيّ وَأَمْثَاله من أهل الْكَلَام وَقَول من وافقهم من الْفُقَهَاء وَأهل الحَدِيث والصوفية

وَقد روى عَن بعض الْمُتَقَدِّمين كَلِمَات مُطلقَة تشبه هَذَا الْمَذْهَب مثل قَول إِيَاس بن مُعَاوِيَة مَا ناظرت بعقلي كُله إِلَّا الْقَدَرِيَّة قلت لَهُم مَا الظُّلم قَالُوا أَن تَأْخُذ مَا لَيْسَ لَك قلت فَللَّه كل شَيْء وَمثل قَول أبي الْأسود لعمران بن حُصَيْن لما سَأَلَهُ فَقَالَ عمرَان أَرَأَيْت مَا يكدح النَّاس الْيَوْم ويعملون فِيهِ أَشَيْء قضى عَلَيْهِم وَمضى من قدر قد سبق أَو فِيمَا يستقبلون فِيمَا أَتَاهُم بِهِ نَبِيّهم فاتخذت بِهِ عَلَيْهِم الْحجَّة قَالَ قلت بل شَيْء قد قضى عَلَيْهِم وَمضى عَلَيْهِم قَالَ فَهَل يكون ذَلِك ظلما قَالَ فَفَزِعت من ذَلِك فَزعًا شَدِيدا وَقلت لَهُ إِنَّه لَيْسَ شَيْء إِلَّا وَهُوَ خلق الله وَملك يَده وَلَا يسْأَل عَمَّا يفعل وهم يسْأَلُون فَقَالَ سددك الله إِنِّي وَالله مَا سَأَلتك إِلَّا لأحرز عقلك

وَهَذَا قَول كثير من أَصْحَاب مَالك وَالشَّافِعِيّ وَأحمد كَالْقَاضِي أبي يعلى

<<  <  ج: ص:  >  >>