للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَلَيْهِ الْيَهُود قَالَ تَعَالَى سأصرف عَن آياتي الَّذين يتكبرون فِي الأَرْض بِغَيْر الْحق وَإِن يرَوا كل آيَة لَا يُؤمنُوا بهَا وَإِن يرَوا سَبِيل الرشد لَا يتخذوه سَبِيلا وَإِن يرَوا سَبِيل الغي يتخذوه سَبِيلا ذَلِك بِأَنَّهُم كذبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غافلين [سُورَة الْأَعْرَاف ١٤٦] وَقَالَ تَعَالَى واتل عَلَيْهِم نبأ الَّذِي آتيناه آيَاتنَا فانسلخ مِنْهَا فَأتبعهُ الشَّيْطَان فَكَانَ من الغاوين وَلَو شِئْنَا لرفعناه بهَا وَلكنه أخلد إِلَى الأَرْض وَاتبع هَوَاهُ فَمثله كَمثل الْكَلْب إِن تحمل عَلَيْهِ يَلْهَث أَو تتركه يَلْهَث الْآيَة [سُورَة الْأَعْرَاف ١٧٥ - ١٧٦]

الغي والضلال يجمعان جَمِيع السَّيِّئَات

وَفِي الحَدِيث عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن أخوف مَا أَخَاف عَلَيْكُم شهوات الغي فِي بطونكم وفروجكم ومضلات الْفِتَن فَإِن الغي والضلال يجمع جَمِيع سيئات بني آدم فَإِن الْإِنْسَان كَمَا قَالَ تَعَالَى وَحملهَا الْإِنْسَان إِنَّه كَانَ ظلوما جهولا [سُورَة الْأَحْزَاب ٧٢] فبظلمه يكون غاويا وبجهله يكون ضَالًّا وَكَثِيرًا مَا يجمع بَين الْأَمريْنِ فَيكون ضَالًّا فِي شَيْء غاويا فِي شَيْء آخر إِذْ هُوَ ظلوم جهول ويعاقب على كل من الذنبين بِالْآخرِ كَمَا قَالَ فِي قُلُوبهم مرض فَزَادَهُم الله مَرضا [سُورَة الْبَقَرَة ١٠] وكما قَالَ فَلَمَّا زاغوا أزاغ الله قُلُوبهم [سُورَة الصَّفّ ٥]

كَمَا يُثَاب الْمُؤمن على الْحَسَنَة بحسنة أُخْرَى فَإِذا عمل بِعِلْمِهِ وَرثهُ الله علم مَا لم يعلم وَإِذ عمل بحسنة دَعَتْهُ إِلَى حَسَنَة أُخْرَى قَالَ تَعَالَى وَالَّذين

<<  <  ج: ص:  >  >>