وَهَذَا مَوضِع يَقع فِيهِ الْغَلَط فَإِن مَا أحبه الله وَرَسُوله علينا أَن نحب مَا أحبه الله وَرَسُوله وَمَا أبغضه الله وَرَسُوله فعلينا أَن نبغض مَا أبغضه الله وَرَسُوله وَأما مَا لَا يُحِبهُ الله وَرَسُوله وَلَا يبغضه الله وَرَسُوله كالأفعال الَّتِي لَا تَكْلِيف فِيهَا مثل أَفعَال النَّائِم وَالْمَجْنُون فَهَذَا إِذا كَانَ الله لَا يُحِبهَا ويرضاها وَلَا يكرهها ويذمها فالمؤمن أَيْضا لَا يَنْبَغِي أَن يُحِبهَا ويرضاها وَلَا يكرهها.
الْمُؤمن وَالْقدر:
وَأما كَونهَا مقدورة ومخلوقة لله فَذَاك لَا يخْتَص بهَا بل هُوَ شَامِل لجَمِيع الْمَخْلُوقَات وَالله تَعَالَى خلق مَا خلقه لما شَاءَ من حكمته وَقد أحسن كل شَيْء خلقه.
وَالرِّضَا بِالْقضَاءِ " ثَلَاثَة أَقسَام ":
(أَحدهَا) : الرِّضَا بالطاعات؛ فَهَذَا طَاعَة مَأْمُور بهَا.
و (الثَّانِي) : الرِّضَا بالمصائب فَهَذَا مَأْمُور بهَا: إِمَّا مُسْتَحبّ وَإِمَّا وَاجِب.
و (الثَّالِث) : الْكفْر والفسوق والعصيان، فَهَذَا لَا يُؤمر بِالرِّضَا بِهِ، بل يُؤمر ببغضه وَسخطه، فَإِن الله لَا يُحِبهُ وَلَا يرضاه. كَمَا قَالَ تَعَالَى: {إِذْ يبيتُونَ مَا لَا يرضى من القَوْل} ، وَقَالَ: {وَالله لَا يحب الْفساد} ، وَقَالَ: {وَلَا يرضى لِعِبَادِهِ الْكفْر} ، وَقَالَ: {فَإِن الله لَا يحب الْكَافرين} ، وَقَالَ: {إِن الله لَا يحب الْمُعْتَدِينَ} ، وَقَالَ: {وَالله لَا يحب المفسدين} .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute